25 - 07 - 2025

كلام والسلام | ولا يوم من أيامك .. يا فاروق !

كلام والسلام | ولا يوم من أيامك .. يا فاروق !

وفاروق .. هو ملك مصر الذى خلعه الضباط الأحرار.. من 73 سنة .

والمناسبة .. هى موسم الهجوم علي ثورة 23 يوليو، وعلي شخص عبد الناصر بالذات.. الذى تحمل وسيتحمل ولأخر الزمان .. سيئات وموبقات 11 ضابطا .. قالوا عنهم: استبدلنا فاروقا واحدا بـ11 من الفواريق . وكانت المقولة بالمناسبة للراقصة الراحلة تحية كاريوكا.

البعض هاجم الثورة وش مثل رجل الأعمال الملياردير نجيب ساويرس، وقال لك بالفم المليان.. كانت بداية لخراب ودمار و و و .

وآخرون هاجموا برفق ولكن سددوا هجماتهم علي عبد الناصر الذى شهد انحرافات صلاح نصر، وتجاوزات عبد الحكيم عامر التي أدت للنكسة، وهو يتفرج ويبارك أحيانا.

كلهم هاجموا، ومجدوا في زمن الملك فاروق .. علي طريقة ولا يوم من أيامك يا مبارك.

قالوا مثلا .. أن زمن فاروق شهد قاهرة نظيفة بشوارعها وناسها، وكانت هى والإسكندرية وبورسعيد بالذات.. مرتعا للأجانب من كل لون وعقيدة.. وجد فيها الأرمن والطليان والترك والجريك والانجليز والفرنجة من كل بقاع الأرض، بل واحتضنت المسلمين والأقباط من كل ملة واليهود، الذين طردوا علي يد عبد الناصر .

في تصورهم .. كانت مصر فاروق قطعة من الجنة علي الأرض، ناهيك عن سعر الجنيه الذى ناهز جنيهين استرلينيين في عز الإمبراطورية البريطانية، وعدة دولارات من عملة العم سام .

قالوا .. أن زمن عبد الناصر شهد السجون والقمع وكبت الحريات والتعذيب ولم يخل من الفساد، في القطاع العام ومؤسسات الدولة والصحافة، التي قامت كلها علي أهل الثقة لا الخبرة. فكانت بداية خراب مصر من ساعتها .. وحتى الآن .

قالوا وتناسوا .. أنه لولا زمن عبد الناصر ما كنا تعلمنا، وما كان الفلاح سيلبس يوما حذاء يتباهى به، بعد أن عاني في زمن الملك من الحفاء الذى لازمه وعايروه به لعقود.

وما كنا .. تزوجنا ولا امتلكنا أرضا ولا أجرنا مسكنا يريدون منا تركه الآن، في ظل قانون جائر.

وما كنا وصلنا لتلك الأسعار الجنونية، من كهرباء وغاز وماء وكافة الخدمات .

وماكنا بعنا وفرطنا في أصولنا، بداعى الخسارة لكل من هب ودب.

قالوا .. وعددوا السيئات .. وحملوها للرجل .

وتناسوا عامدين مقولته الأشهر .."ارفع راسك يا اخي . فقد انتهى عهد الاستعباد.

قالوا وتناسوا . أن الرجل جاء من بين أفقر فقرائهم . ومات وفي حسابه عدة عشرات من الجنيهات.

لم يستغل نفوذا ولم يؤمن مستقبل أولاده بالمليارات .. كما يفعل غيره .

مات عبد الناصر .. وللأسف ماتت ثورته.

لم تعد إلا ذكرى . ومناسبة لنهش لحم الرجل وعصره .. وكأننا نعيش أزهى عصورنا، تحت شعار عيش حرية عدالة اجتماعية .

فضوها سيرة .. فالأموات لايملكون الدفاع عن أنفسهم.. وهم راقدون تحت التراب.
--------------------------
بقلم: خالد حمزة
[email protected]


مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | ولا يوم من أيامك .. يا فاروق !